استعدوا لرحلة شيقة عبر أحلك زوايا الجريمة، حيث سنواجه قضايا تتحدى الفهم البشري. من جرائم قتل غامضة إلى سرقات جريئة، تركت هذه الجرائم بصمة لا تُمحى في التاريخ، ولا تزال تُثير فضول المحققين وعشاق الجريمة حتى يومنا هذا.
قضية جاك السفاح
محطتنا الأولى هي القضية الشهيرة لجاك السفاح، الذي أرعب لندن في عام 1888. لم يتم التعرف على هذا القاتل المتسلسل أبدًا، وقد خلقت جرائمه الوحشية في قتل النساء في حي وايت تشابل موجة من الذعر في المدينة.
وبسبب الجروح التي لحقت بالجثة وإزالة بعض الأعضاء، افترض أن القاتل لديه بعض المعرفة بالطب أو التشريح.
وتم استجواب الجزارين أيضًا بشأن وحشية القطع، لكن لم تتم إدانة أي منهم.
شكّل العدد الهائل من المشتبه بهم ومحدودية موارد التحقيق آنذاك عائقًا أمام الشرطة للتعمق في التفاصيل. وهكذا، تظل هذه الجرائم من أشهر ألغاز التاريخ.

سرقة الموناليزا
في عام ١٩١١، اختفت لوحة الموناليزا، تحفة ليوناردو دافنشي الشهيرة، من متحف اللوفر في باريس. وقد هزت هذه السرقة العالم وأثارت بحثًا دوليًا عن اللوحة.
ظلت اللوحة مفقودة لأكثر من عامين حتى استعادتها المفاجئة. ويمكن اعتبار دافع السرقة سرياليًا، إن لم يكن أكثر من الجريمة نفسها.
ادعى المؤلف، وهو إيطالي وموظف سابق في متحف اللوفر نفسه، خلال محاكمته أنه ارتكب الجريمة بدافع وطني - يا للعجب! - معتقدًا أن العمل سرقه نابليون بونابرت ولم يستحوذ عليه الملك فرانسيس الأول عام ١٥١٩، الذي كان يرعى ليوناردو دافنشي بنفسه. ومن المفارقات أن السرقة هي التي أوصلت العمل إلى شهرته الحالية.

جريمة قتل هينتركايفك
في ألمانيا، عام ١٩٢٢، قُتلت عائلة بأكملها بوحشية في مزرعة معزولة تُدعى هينتركايفك. طُرحت نظريات مختلفة، منها السرقة، وجريمة عاطفية، وحتى الانتقام لعلاقة سفاح محارم مزعومة بين الأب وابنته.
الحقيقة هي أن القاتل كان معروفًا على الأرجح للعائلة، إذ كان لديه الوقت الكافي للتخطيط للجريمة وتنفيذها، وإطعام الحيوانات، والاعتناء بالمزرعة قبل اكتشاف الجثث. لم تُحل هذه الجريمة الغامضة قط، ولم تخلف وراءها سوى أدلة مثيرة للاهتمام ونظريات افتراضية.

ر7
اختطاف باتي هيرست
في عام ١٩٧٤، اختُطفت باتي هيرست، وريثة عائلة هيرست الإعلامية، على يد جماعة حرب عصابات تُدعى جيش التحرير السيمبيوني. إلا أن القضية اتخذت منعطفًا غير متوقع عندما انضمت باتي إلى الخاطفين وشاركت معهم في أنشطة إجرامية، مثل سرقة بنك سان فرانسيسكو، والتي أسفرت عن إصابة شخصين وتبادل إطلاق نار مع الشرطة خلال محاولة سرقة أخرى.
ورغم أن أفعاله كانت مبررة بمتلازمة ستوكهولم، حيث يطور الضحية مشاعر تجاه المعتدي عليه، إلا أن الوضع لا يزال غريباً إلى حد ما بسبب السرعة التي حدث بها كل شيء.

الموت الغامض لإليسا لام
في أوائل عام ٢٠١٣، اختفت الكندية إليسا لام، البالغة من العمر ٢١ عامًا، أثناء رحلة إلى لوس أنجلوس، وعُثر على جثتها بعد أيام في خزان مياه فندق سيسيل، حيث كانت تقيم. تُظهر لقطات مُقلقة نشرتها كاميرات أمن مصعد الفندق إليسا وهي تتصرف بغرابة، كما لو كانت تتحدث إلى شخص غير مرئي وتتحرك بشكل عشوائي.
تتراوح النظريات بين القتل وتورط قوى خارقة للطبيعة. تكهن البعض بأنها ربما كانت ضحية لقاتل متسلسل، أو أن الفندق، المعروف بتاريخه المروع، ربما لعب دورًا شريرًا في وفاتها. ومع ذلك، وبعد تحقيق مكثف، خلصت الشرطة إلى أن وفاة إليسا لام كانت حادثًا مأساويًا. وكشف تشريح الجثة أنها غرقت، ولم تظهر عليها أي علامات عنف أو اعتداء. ويُعتقد أن إليسا صعدت إلى خزان المياه بمفردها، ولقيَت حتفها هناك بطريقة ما. ورغم التفسير الرسمي، لا تزال أسئلة كثيرة دون إجابة.

العلوم الجنائية
في هذه الرحلة القصيرة عبر أغرب جرائم التاريخ، نغوص في ألغازٍ تتحدى فهمنا. عالم الجريمة واسعٌ وحافلٌ بقصصٍ مُثيرة. من أزقة وايت تشابل المُظلمة إلى قاعات المتاحف العريقة، تُأسر هذه الجرائم خيالنا وتتركنا أمام أسئلةٍ بلا إجابات. وبينما حُلّت بعض هذه القضايا على مر السنين، لا تزال ألغازٌ أخرى عالقةً. وهذه الهالة من الغموض تحديدًا هي التي تُثير فضول الناس حول العالم، مُغذّيةً النظريات والتكهنات.